صحــــتك

تمدد الشريان الأبهر ...الأعراض والعلاج


يمكن أن يحدث تمدد  الشريان الأبهر  وهو الوعاء الدموي الرئيسي الذي يمد الجسم بالدم والذي ينقسم إلى ثلاث أقسام مما يتطلب تدخلاً طبياً وحتى عملية جراحية طارئة، فما هي أعراضه وكيف يتم علاجه؟ 

وفقًا لسبب وحجم ومعدل نمو تمدد الشريان  الأبهر  ، فقد يتنوع العلاج ما بين الانتظار تحت الملاحظة وحتى الجراحة الطارئة. والوضع الأنسب هو أن يمكن التخطيط للعملية إذا لزم الأمر.

أعراض تمدد الشريان الأبهر

تمدد  الشريان الأبهر الصدري يزداد ببطء وعادة بدون أعراض، مما يجعل من الصعب اكتشافه. بعض التمددات الوعائية لن تتمزق أبدًا. بعضها يبدأ صغيرًا ويظل صغيرًا، على الرغم من أن الكثير منها يتمدد عبر الزمن. يصعب توقع مدى سرعة نمو تمدد الأبهر. وأثناء نمو التمدد قد يلاحظ البعض التالي:

  • ألم في الصدر
  • ألم في الظهر
  • بحة في الصوت
  • السعال
  • ضيق التنفس (ضيق النفس)

تمدد الشريان الأبهر يمكن أن يتطور في أي مكان في الشريان الأبهر الذي يسري من القلب وحتى الصدر والبطن. ويمكن أن يحدث التمدد في أي مكان في الأبهر الصدري، بما في ذلك الأبهر الصاعد بالقرب من القلب، وقوس الأبهر في انحناء الأبهر الصدري، والأبهر النازل في الجزء الخلفي من الأبهر الصدري.

إن تمددات الأوعية الدموية التي تتشكَّل في الجزء السفلي من الشريان الأبهر - ويطلق عليها توسعات الأبهر البطني – أكثر شيوعًا من تمددات الأبهر الصدري. ويمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية أيضًا بين الأجزاء العلوية والسفلية من الشريان الأبهر. ويسمى هذا النوع من تمدد الأوعية الدموية بتمدد الأوعية الدموية الصدرية-البطنية.

تمدد الشريان الأبهر

أسباب تمدد الشريان الأبهر

تَشمل العوامل التي يمكن أن تُساهم في الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الآتي:

  • تصلب الشرايين (التصلب الشرياني). مع ترسب اللويحات على جدران الشرايين، وعندما يحدث هذا فإن الشرايين تُصبح أقل مرونة، وقد يُؤدي الضغط الإضافي عليها إلى إضعافها وانتفاخها. يُعد ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليستيرول من عوامل خطر الإصابة بتصلب الشرايين. هذا المرض أكثر شيوعًا عند كبار السن
  • الحالات الوراثية. غالبًا ما تَحدث الإصابة الوراثية بتمدد الأبهر لدى الأشخاص الأصغر سنًّا. مثلما يحدث عند الأشخاص الذين يُولدون بمتلازمة مارفان، وهي حالة وراثية تُؤثر على النسيج الضام في الجسم، وهم معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بتمدد الأبهر الصدري. وقد يتعرض المصابون بمتلازمة مارفان لضعف في بنية جدار الأبهر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بتمدد الأوعية الدموية. غالبًا ما يَتسم الأشخاص المصابون بمتلازمة مارفان بسمات جسدية مميزة، منها طول القامة والأذرع الطويلة جدًّا وتشوه في عظام الصدر ومشاكل في عدسة العين.

بجانب متلازمة مارفان، يمكن أن تتسبب متلازمات إهلرز دانلوس ولويز ديتز وتيرنر والاضطرابات الأخرى المتعلقة بالعائلة في الإصابة بتمدد الأبهر الصدري، وتَتسبب متلازمة إهلرز دانلوس في هشاشة الجلد والمفاصل والنسيج الضام، وكذلك تَجعل الجلد يتمدد بسهولة

  • الحالات المرضية الأخرى. قد تُسبب الإصابة بحالات الالتهاب، مثل التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة ومرض التهاب الشرايين تاكاياسو الإصابة بتمدد الأبهر الصدري.
  • مشاكل في الصمام الأبهري للقلب. في بعض الأحيان، يُصبح الأشخاص المصابون بمشاكل في الصمام الذي يتدفق من خلاله الدم عندما يخرج من البطين الأيسر للقلب (الصمام الأبهري) أكثر عرضة لخطر تمدد الأبهر الصدري. يَنطبق هذا بشكل أساسي على الأشخاص الذين وُلدوا بصمام أبهري ثنائي الوريقات، مما يَعني أن الصمام الأبهري لا يَحتوي إلا على وريقتين فقط بدلًا من ثلاث.
  • العدوى غير المعالَجة. على الرغم من أن هذا سبب نادر للإصابة بتمدد الأبهر الصدري، فإنه يمكن الإصابة بهذه الحالة عند الإصابة بعدوى غير معالَجة، مثل داء الزُهري أو السَلْمونيلَا.
  • الإصابات والحوادث. نادرًا ما يُصاب بعض الأشخاص المصابين نتيجة سقوط أو حوادث سيارات بتمدد الأبهر الصدري.
  • عوامل الخطورة  حول تمدد الشريان  الأبهر 

    تشمل عوامل خطر الإصابة بتمدُّد الأبهر الصدري ما يلي:

  • العمر. يحدث تمدُّد الأبهر الصدري غالبًا في الأشخاص الذين تبلُغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر.
  • تعاطي التبغ. يُعَد استعمال التبغ من عوامل الخطر الشديدة للإصابة بتمدُّد الأبهر.
  • ارتفاع ضغط الدم. يُتلِف ارتفاع ضغط الدم الأوعية الدموية بالجسم، ما يَزيد فُرص الإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية.
  • تراكُم اللُّوَيْحات في الشرايين (تصلُّب الشرايين). تراكُم الدهون ومواد أخرى، قد يؤدي إلى تلف بطانة أحد الأوعية الدموية (تصلب الشرايين)، وزيادة خطرَ الإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية. ويشيع هذا الخطر أكثر في كبار السن.
  • تاريخ العائلة. يزداد خطر حدوث تمدُّد الأبهر في الأشخاص الذين يتضمَّن التاريخ المرضي العائلي لهم الإصابة بهذه الحالة. يميل الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرَضي عائلي للإصابة بتمدُّد الأوعية الدموية إلى حدوث تمدُّد الأوعية الدموية في عُمر مبكِّر، ويكونون أكثر عُرضةً لخطر التمزُّق. ويُعد من عوامل الخطر الأوَّلية في صغار السن.
  • متلازمة مارفان والاضطرابات ذات الصلة. يزيد خطر الإصابة بتمدُّد الأبهر الصدري على نحو ملحوظ في حالة متلازمة مارفان أو الاضطرابات ذات الصلة مثل متلازمة لويز-ديتز أو متلازمة إهلرز-دانلوس.
  • الصمام الأبهري الثنائي الوريقات. قد يُصاب 50 بالمائة من الأشخاص الذين لديهم وريقتان بدلًا من ثلاثة في الصمام الأبهري (الصمام الأبهري الثنائي الوريقات) بتمدُّد الأوعية الدموية الأبهري.

علاج تمدد الشريان الأبهر 

يَتمثَّل الهدف من العلاج في منع تمدُّد الأوعية الدموية، والتدخُّل قبل انفجارها أو حدوث مضاعفات خطيرة. وعمومًا، تكون خيارات العلاج لك هي الأدوية، أو المراقبة، أو التدخُّل الجراحي عادة. يعتمد قرار طبيبكَ على حجمِ تمدد الشريان الأبهر، ومدى سرعة نموِّه.

الرعاية الطبية

إذا كان تَمدُّد الشريان الأبهر الصدري صغيرًا (أقل من 5 سنتيمترات)، فربما يُوصِي طبيبكَ بالأدوية واختبارات التصوير وإدارة الحالات الطبية الأخرى التي يُمكِن أن تُقلِّل هذا التمدُّد. قد يسألكَ طبيبكَ أيضًا عن أي مشاكل عائلية صحية حديثة، مثل تمدُّد الأوعية الدموية أو العلامات والأعراض التي قد تتعرَّض لها، ويُمكِن أن تكون لها علاقة بتمدُّد الأوعية الدموية.

من المحتمَل أن يطلب طبيبكَ اختبارات تصوير منتظمة لفحص حجم التمدُّد. توقَّعْ أن تقوم بعمل مخطَّط صدى القلب، وتصوير الأوعية الدموية بالأشعة المقطعية أو بالرنين المِغناطيسي على الأقل لمدة 6 أشهر بعد تشخيصكَ بتمدُّد الأوعية الدموية واختبارات المتابعة المنتظمة. يَعتمِد تَكرار اختبارات التصوير على السبب أو الحجم، وما إذا كان التمدُّد ينمو ومدى نموه.

الأدوية

إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم، أو بانسدادات في الشرايين، فقد يَصف لك الطبيب على الأرجح أدوية لتقليل ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليستيرول، وذلك لتقليل خطر حدوث مضاعفات نتيجة تمدد الأوعية الدموية لديك. قد تَتضمن تلك الأدوية ما يلي:

  • حاصرات بيتا. تُخفض حاصرات بيتا ضغط الدم لديك عن طريق إبطاء معدل ضربات القلب. بالنسبة للأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان، يمكن لحاصرات بيتا أن تُقلل من سرعة تمدد الشريان الأبهر. من بين الأمثلة على حاصرات بيتا ميتوبرولول (لوبريسور، توبرول - إكس إل)، وأتينولول (تينورمين) وبيسوبرولول (زيبيتا).
  • حاصِرات مُستقبِلات الأنغيوتينسين II. قد يَصف الطبيب تلك الأدوية إذا كانت حاصرات بيتا غير كافية للتحكم في ضغط الدم، أو عند عدم إمكانية تناوُل حاصرات بيتا. عادةً ما يُوصى باستخدام هذه الأدوية في الأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان، حتى وإن لم يكونوا مصابين بارتفاع ضغط الدم. تتضمن الأمثلة على حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين II لوسارتان (كوزار) وفالسارتان (ديوفان) وأولميسارتان (بينيكار).
  • أدوية خافِضة للكوليسترول. يُمكن لهذه الأدوية أن تُساعد على خفض مستوى الكوليستيرول، مما يَعمل على تقليل حدوث الانسدادات في الشرايين وتقليل خطر حدوث المضاعفات الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية. تتضمن الأمثلة على أدوية الستاتينات (أدوية خافِضة للكوليسترول) أتورفاستاتين (ليبيتور) ولوفاستاتين (ألتوبريف) وسيمفاستاتين (زوكور) وغيرها.

إذا كنت ممن يُدخنون أو يَمضغون التبغ، فمن الضروري أن تتوقف. قد يُؤدي تعاطي التبغ إلى تفاقم حالة تمدد الأوعية الدموية لديك.

الجراحة

يُوصَى بالجراحة إذا كان التمدُّد حوالي من 5 إلى 6 سنتيميترات وأكبر. أو مع متلازمة مارفان أو أي من أمراض الأنسجة الضامة أو تمزُّق الصمام الأبهري الثنائي الوريقات أو تاريخ عائلي مع تمزُّق الأبهر، فقد يُوصي الطبيبك بالجراحة لمنع خطر الإصابة بتمزُّق الأبهر.

ويعالج معظم المصابين بتمدد الأبهر الصدري الذين يحتاجون لجراحة بعمليات القلب المفتوح، لكن في بعض الحالات المحددة قد يختار الطبيب العلاج باستخدام القسطرة، وهذه أشكال الجراحات التي تستخدم لعلاج تمدد الأبهر الصدري:

جراحة الصدر المفتوح

تنطوي جراحة الصدر المفتوح لإصلاح تمدد الأبهر الصدري على فتح الصدر جراحياً وإزالة القسم التالف من الشريان الأبهري ووضع أنبوب صناعي (طُعم) محله، حيث يُخاط في مكانها. هذا الإجراء يتطلب عملية جراحية في أعلى البطن أو في أعلى الصدر وسيتطلب الأمر شهرًا أو أكثر حتى تمام التعافي.

إذا كنت مصابًا بمتلازمة مارفان أو غيرها من الحالات المرضية ذات الصلة، فقد تخضع لجراحة لعلاج جزء من الشريان الأبهري يقع بالقرب من نقطة التقاء الشريان الأبهر والقلب (جذر الشريان الأبهر). في جراحة استبدال جذر الشريان الأبهر، يزيل الجراح جزءًا من الشريان الأبهر وأحيانًا يزيل الصمام الأبهري أيضًا، ويستبدل بالشريان الأبهري أنبوب اصطناعي (طُعم). ويحل محل الصمام الأبهري صمام بيولوجي أو ميكانيكي.

وقد تخضع، بدلاً من ذلك، لإجراء إصلاح جذر الشريان الأبهر مع الابقاء على الصمام، حيث يستبدل الجراح الجزء المتضخم من الشريان الأبهري بطُعم اصطناعي، ويظل الصمام الأبهري الطبيعي في مكانه.

جراحة الأوعية الدموية عن طريق القسطرة

يقوم الأطباء بتوصيل الطُعم الاصطناعي بطرف أنبوب رفيع (القسطرة) يتم إدخاله من خلال شريان في الفخذ، وتثبيته في شريانك الأبهري. يتم وضع الطُعم الاصطناعي — أنبوب نسيجي مغطى بشبكة معدنية داعمة — في موقع تمدد الأوعية الدموية وتثبيته في المكان باستخدام مشابك أو دبابيس صغيرة موجودة عليه. يعزز الطُعم الاصطناعي الجزء الضعيف من الشريان الأبهري لمنع تمزق تمدد الأوعية الدموية في المستقبل.

وبشكل عام، يكون وقت التعافي أسرع مع هذا الإجراء عن طريق القسطرة من التعافي بعد عملية الصدر المفتوح، ومع ذلك لا يمكن استخدام هذه التقنية مع جميع المرضى. ناقش مع طبيبك ما إذا كنت مؤهلاً لهذا الإجراء. وبعد القسطرة، ستحتاج إلى الخضوع لفحوص تصوير المتابعة العادية لضمان عدم تسريب الطُعم.

جراحات قلب أخرى

إذا كانت هناك حالة أخرى تسهم في تطور تمدد الأوعية الدموية، مثل وجود مشكلة في صمامات القلب، فقد يوصي طبيبك بإجراء المزيد من الجراحات لإصلاح أو استبدال الصمامات التالفة لمنع تفاقم حالة تمدد الأوعية الدموية لديك.

بعد الجراحة قد يوصي طبيبك بالمراقبة الدورية لحالتك.

الجراحة الطارئة

على الرغم من أنه يمكن علاج تمزق تمدد الأوعية الدموية الأبهري من خلال إجراء جراحة طارئة، فإن معدل الخطر أعلى وهناك فرصة أكبر لحدوث مضاعفات. ولذلك، يفضل الأطباء التعرُّف على تمددات الأبهر الصدري وعلاجها قبل أن تتمزق أو تتسلخ، ومتابعتها من خلال مراقبتها طوال العمر وإجراء جراحة وقائية ملائمة.

 

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.